الدولة المملوكية:
حول:
المماليك هم سلالة يعود أصلها إلى آسيا الوسطى وحكموا مصر والعراق والشام لأكثر من قرنين من الزمن وبالتحديد من سنة 1250 مـ إلى سنة 1570 مـ، وقد تكون المماليك من دولتين الأولى هي: دولة المماليك البحرية التي تعاقب على حُكمها عدة سلاطين مثل عز الدين أيبك، المظفر سيف الدين قُطُز، الظاهر رُكن الدين بيبرس، المنصور قلاوون، والناصر محمد بن قلاوون، والأشرف صالح الذي استرجع عكا وآخر معاقل الصليبيين في بلاد الشام، ودولة المماليك الثانية وهي: دولة المماليك البرجية التي قامت بعد انقلابٍ عسكري قاده السلطان الشركسي برقوق حيث قاوم المغول بقيادة تيمور لينك واستطاع استعادة الأراضي التي سيطرواْ عليها في العراق وبلاد الشام، كما عرفت دولة المماليك في عهد الدولة المملوكية البرجية أقصى اتساعٍ لها وكان من أشهر سلاطينها السلطان برقوق، والسلطان فرج إينال، والأشرف سيف الدين برسباي، والسلطان قُنصُوة الغوري، والسلطان طومان باي.
أصل المماليك:
المماليك هُمْ عبيدٌ كان يتم شراؤهم أو يتم أسرُهُم في الحروب، وكان مُعظمهم مُحاربين يجيدون القتال وتقول الروايات أن السلطان الصالح أيوب كان يُحضرهم إلى مصر، لذلك فأصلهم يرجع إلى الأتراك والروم والشراكسة وليسواْ مصريين كما كان الكثير يعتقد حيث كان الحُكام يجلبونهم من أجل تجنيدهم خصوصاً أن أغلبهم يُجيد القتال وكانت الدولة الأيوبية ممن جلبهم إليها وأدخلتهم إلى جيشها، وكان المماليك يبايعون المُلوك على السمع والطاعة.
تأسيس دولة المماليك:
بعد وفاة السلطان الصالح أيوب كانت الحرب مُشتعلة ضد الفرنج حيث كان لويس التاسع قد دخل دمياط واحتلها ثم توجه بعدها إلى القاهرة، فقام المماليك بتنصب توران شاه مكان الصالح أيوب من أجل قيادة الحرب ضد الفرنج حيث خاض معركة المنصورة وتم أسر لويس التاسع، إلا أن توران شاه تم اغتياله بسبب معاملته السيئة للمماليك لتحل محله شجرة الدُر أرملة السلطان الصالح أيوب ليفقد الأيوبيون سلطتهم على مصر.
ثار غضب كل من الأويوبيين والعباسيين بعد تولي شجرة الدر حكم مصر وانتزاعه من الأويوبيين ولم يعترفواْ بسلطانها، لكن المماليك جددواْ ولائهم لشجرة الدر وقبضواْ على العديد من الأمراء المعارضين لهم على رأسهم الناصر يوسف وبعث لهم الخليفة العباسي المستعصم بالله قائلاً: "إن كانت الرجال قد عدمت عندكم، فأعلمونا حتى نسير لكم رجالاً".
شكل رفض الأيوبيين والعباسيين لسلطة شجرة الدر على مصر ضغطاً كبيراً على المماليك وفكرواْ في شيءٍ يستميل رضاهم، فقامواْ بتزويج شجرة الدر للأتابك عز الدين أيبك وتنازلت له عن السلطة من أجل إرضاء الأيوبيين والعباسيين ثم إشراك أحد من الأيوبيين في السلطة مع عز الدين أيبك في خطوة ذكية جداً من شجرة الدر خصوصاً أنها كانت تعلم بصعوبة الوضع السياسي للبلد والغزو الصليبي لها.
تم تنصيب عز الدين أيبك سلطاناً لدولة المماليك ولُقب بالملك المُعز، وتم إحضار طفل من الأيوبيين يبلغ من العمر عشر سنوات وجعلوه سلطاناً هو أيضاً بإسم الملك الأشرف مُظفر الدين موسى، كما أعلن عز الدين أيبك أنه نائب للخليفة العباسي وأن مصر ما زالت تابعة للخلافة العباسية في محاولةٍ منه لإرضاء العباسيين والأيوبيين.
دولة المماليك البحرية:
تأسست دولة المماليك البحرية على يد عز الدين أيبك وحكمت قرابة 135 سنة منذ 1250 مـ إلى 1382 مـ، حيث قامت بعدة غزوات ناجحة واستطاعت مقاومة الإجتياح المغولي للعالم الإسلامي واستطاعت الإنتصار عليهم في معركة عين جالوت بقيادة المُظفر سيف الدين قُطُز.
دولة المماليك البرجية:
حكمت دولة المماليك البرجية لمدة 139 سنة ويُعتبر مؤسسها هو الظاهر برقوق الشركسي حيث يعود أصلهم إلى العبيد الذين تم جلبهم عن طريق التجارة من بلاد القفجاق التي تقع شمال البحر الأسود، وآخرون منهم يعود أصلهم إلى شبه جزيرة القرم وبلاد القوقاز وآسيا الصغرى وبلاد فارس وتركستان وبلاد ما وراء النهر ومنغوليا وأرمينيا.
سقوط دولة المماليك:
معركة مرج دابق:
وقعت معركة مرج دابق في الـ 8 من أغسطس سنة 1516 مـ بين الدولة العثمانية بقيادة سلطانها سليم الأول ودولة المماليك بقيادة قُنصُوة الغوري، ودارت رحاها بين الجيشين قرب مدينة حلب في سوريا حيث تميزت بالمدافع التي استعملها العثمانيون فيها بعد أن ارتكب المماليك خطأً فادحاً بالإستهانة بقوتها وإهمال استخدامها.
انتهت معركة مرج دابق بهزيمة المماليك وموت سلطانهم قُنصُوة الغوري ليخسرواْ بذلك سيطرتهم على بلاد الشام التي أصبحت تحت سيطرة العثمانيين، وواصل العثمانيون زحفهم إلى القدس وغزة ثم دخلواْ في معركة الريدانية ضد المماليك أيضاً بقيادة طومان باي ابن أخ قُنصُوة الغوري حيث هزموه وتم إعدامه لتسيطر الدولة العثمانية على مصر أيضاً.
بعد أن سيطرت الدولة العثمانية على مصر وبلاد الشام أصبح دخولهم إلى الحجاز مسألة وقتٍ فقط، حيث قام بركات بن محمد شريف مكة بتسليم مفاتيح الكعبة الشريفة للسلطان سليم الأول.
سمح العثمانيون لمن بقي من أمراء المماليك بالعيش تحت رعياتهم مع عدم دخولهم الجيش أو تواجد أحدٍ منهم في بلاط الحُكم، إلى أن قام مُحمد علي باشا بعد أن أصبح والياً على مصر بإبادة ما تبقى من المماليك في مجزرة القلعة سنة 1811 مـ.
تعليقات
إرسال تعليق