مراجعة رواية الليالي البيضاء للكاتب فيودو دوستويفسكي
الليالي البيضاء قصة قصيرة من تأليف
الكاتب الروسي دوستويفسكي. القصة تُعدُّ من أوائل أعماله، ونُشِرت للمرة الأولى في
عام 1848. لاقت الليالي البيضاء شهرة واسعة في أوساط الشبابية والثقافية حيث ان
شهرة رواية الليالي البيضاء تعود لأسلوب دوستويفسكي في انتقاء الكلمات والمفردات
بطريقة اكثر من رائعة تجعل أسلوبه الفريد من نوعه يتصدر قائمة اكثر الادباء تأثيرا
في ساحة الادب
نبذة عن رواية الليالي البيضاء
كتاب الليالي البيضاء حكاية عاطفية
تحكي عن أربع ليال في مدينة بطرسبورغ، بلياليها القصيرة التي ترمز إلى قصة الحب
العابرة التي يرويها لنا فيودور دوستويفسكي .... شاب وحيد ورومانسي يلتقي ذات ليلة
في أحد شوارع بطرسبورغ المعتمة بفتاة باكية تأمل قدوم حبيبها. تتماهى ناستينكا مع
خيال الشاب الذي وقع في حبها منذ اللحظة الأولى، وتواسيه بسراب حب وليد.
تتناول هذه الرواية "الليالي
البيضاء" بصفحات قليلة أشياء كثيرة : هذيان شاب حالم، آمال فتاة مغرمة، قصة
لقاء ناجح وحب فاشل، مبررات وأعذار العاشق في لحظة الانتظار الغرامي... وذلك
بأسلوب فذ وجميل تميّز به فيودور دوستويفسكي، هذا الروائي العظيم الذي لم يكفّ
طوال حياته عن الغوص في النفس البشرية، والكشف عن أعماقها ومكنوناتها
معلومات عن رواية الليالي البيضاء
اسم الكتاب: الليالي البيضاء
اسم المؤلف: فيودور دوستويفسكي
التصنيف: روايات
تاريخ النشر : 1848
عدد الصفحات : 111 صفحة
نبذة عن الكاتب دوستويفسكي
وُلِد فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي سنة
1821 في مستشفى للفقراء في العاصمة الروسية موسكو لعائلة فقيرة, وكان والده طبيباً
في الجيش الروسي لكنه انتقل للعمل في المستشفى الذي وُلِد ابنه فيه, وكان والده
مُتسلطاً قاسي الطبع حيث كان سيء المعاملة مع زوجته وأبناءه ما ترك في نفس
دوستويفسكي أثراً سلبياً في طفولته حيث أصبح مُتوحداً لا يُخالط الآخرين وقد ألف
عدة روايات وكتب لكن رواية مذكرات من العالم السفلي بجانب كتاب الجريمة والعقاب
تبقى أحد أعظم أعماله.للمزيد من المعلومات عن فيودور دوستويفسكي فاننا وضعنا مقال
كامل عنه وعن انجازاته و أعماله الادبية ستجدها في رابط التالي
ملخص عن رواية الليالي البيضاء
الليالي البيضاء رواية عاطفية تحكي عن
أربع ليالي بيضاء وكحال جميع روايته جعل الأديب دويستوفسكي حكاية الليالي البيضاء
غارقة في مهرجان من أحداث رومانسية العاطفية حكاية الليالي البيضاء تحكي حول
شخصيتين فقط هو وهي في مدينة بطرسبورغ
هو، لا أذكر له اسماً، أو ربما لم يكن له
اسم من الأساس، شخص يعيش في مدينة بطرسبورغ منذ 8 سنوات، منعزل عن العلاقات
الاجتماعية يرقبها من بعيد ويظن أنه يرى كل شيء على حقيقته. يقضي وقته بالتفكير
والتخيل، حتى إنّه ليخيّل اليه أنه يعرف كل الوجوه والقامات والأبنية والشرفات،
يعرف أين يتجه النّاس وماذا يفعلون، يعرف البيوت القديمة، يكلّمها وتكلّمه، تشكو
له ويسمع لها من دون أن يكون له حيلة ان يفعل شيئاً ..
وكحال شخصيات فيودور دوستويفسكي، يهذي مع
نفسه كثيراً كثيراً وغالباً ما يكون يائساً سوداوياً قاتماً ، ويضحك من السّعادة
فجأة لخاطر خطر له ! بطل القصة كان يتجول في بطرسبورغ المدينة سئماً، السكان
غادروها إلى الريف لقضاء الصيف، وباتت الشوارع والطرقات مقفرة تدعوه للتأمل ” كانت
الليلة جميلة، جميلة جمالا لا نراه إلا حين نكون في ريعان الشباب ! السماء تتلألأ
فيها النجوم، وهي تبلغ من الصفاء أن المرء يتساءل بالرغم منه حين ينظر اليها ” هل
يمكن تحت مثل هذه السماء ان يعيش اناس يملأ قلوبهم البغض وتعبث بنفوسهم النزوات؟”
السؤال ساذج، ساذج جدا ! … هذا مايحكيه بطل كتاب الليالي البيضاء
”كان يسير يوماً ما كما يفعل
في كل وقت آخر ماراً بالقناة، ووجد هناك فتاة تبكي متكئة على الإفريز .. هي كانت
الشخصية الثانية، آناستازيا “كنت أسير وأنا أغني كما يتفق لي ذلك حين أكون سعيداً،
وتلك عادة مشتركة بين جميع المعتزلة الذين ليس لهم أصدقاء ثم يخطر لهم أن يفصحوا
عن فرحهم! لقد أبصرت امرأة متكئة بكوعيها على إفريز الجسر، كان يبدو أنها تنعم
النظر في ماء القناة العكر .
كانت الفتاة تبكي” تلك كانت الليلة
الأولى، ليلة التقاها، تقرّب منها، ساعدها وتركها على موعد للقاء في الغد، في ذات
الوقت والمكان في الغد التقيا، طلبت منه طلباً واحداً “إياك ثم إياك أن تحبني …
ذلك لا يمكن ان يكون، أؤكد لك. أنا أنشد الصداقة! فإليك يدي. لكن لاحب! لاحب!”
سردت له قصّتها بعد أن حكى لها عن نفسه، حكى كل شيء بفلسفته هو ومفهومه هو، حكى
أموراً أحرجته وأخرى أسعدته، أمنيات وخيبات، تكلّم وتكلّم ومن ثم جاء دورها؛ هي
الاخرى كانت مندفعة جدا، أفصحت بتفاصيل حياتها المنعزلة أيضاً عن الآخرين، سردت له
الكثير الكثير الذي لم تكن لتقوله لأقرب النّاس لها. هو لا يعرفها، هي لا تعرفه،
لا حاجة للتمثيل، للكذب، للتحايل، لا مبرر للخجل والخوف ..
راي الشخصي عن رواية الليالي البيضاء
الاشخاص الاكثر تعاسة من حولنا هم اولئك
الاشخاص الحالمون الذين لايجدون من يبادلهم الحب
هذا ماخلصت اليه هذه قصة "الليالي
البيضاء" في بطرسبورغ التي يمكننا أن نتساءل بعدها : لم هم حالمون إذا كانوا
على هذا القدر من التعاسة ؟ والجواب هو لاعتقادهم بان لحظة ما ستأتيهم بالصدفة ،
ولو مرة واحدة في حياتهم ، وتحقق بالتالي حلمهم هذا بملاقاة من يبادلهم الحب ،
وحينما تأتي مايعتقدون أنها تلك اللحظة التي ظلوا ينتظرونها كثيرا ويعيشون خلالها
فترة الحلم سرعان ماتنتهي مع أول اختبار ، وذلك لأن الطرف المقابل إما أراد من هذا
الحالم أن يكون جسر عبور لمن يحب عبر خديعته بتصنع المشاعر ، أو أن يكون الحب مجرد
وهم أو أضغاث أحلام نسجها خيال الحالم ...... لا تحلموا كثيرا ولا تعولوا على تلك
اللحظة أيها الحالمون التعساء نصيحة من فيدور ديستويفسكي كاتب هذه قصة
القصيره
وانا بدوري يا اصدقاء قررت ان اتوقف هنا و أوجه الدعوة لكل عشاق الادب الروسي لقراءة هذه قصة "الليالي البيضاء" التي تعد بحق احدى روائع الادب العالمي . الليالي البيضاء قصة جميلة جدا بحق، حملت معناها الكبير في نهايتها
تعليقات
إرسال تعليق